فتاة الأحلام .. حلم كبير يراود كل شاب يسعى لتكوين بيت مسلم جديد ولكن المواصفات بطبيعة الحال تختلف من شخص لآخر، وفى الوقت الذي يتفق فيه الكثير من الشباب على أهمية عنصري الشكل والدين فإننا نجد أن هناك تباينا واضحا في كافة المعايير الأخرى.
يقول وائل محمود - طالب بإحدى الكليات الشرعية -: أن الفوز بالفتاة ذات الدين هي البداية الصحيحة لإقامة أسرة مسلمة وخاصة في ظل الظروف التي يحيا فيها المجتمع العربي حاليا حيث لم يعد للمدرسة أو وسائل الإعلام أي دور في غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء ولهذا يجب الحرص بشدة على أن تكون زوجة المستقبل على صلة قوية بربها حتى تقوم تربية أطفالها بصورة إسلامية صحيحة.
يتدخل هشام محيى الدين - الطالب بكلية الحقوق بإحدى الجامعات المصرية - في الحوار قائلا: أنه رغم عدم التزامه بصورة كبيرة إلا أنه مصر على أن تكون زوجته في المستقبل شخصية متمسكة بدينها حتى تساعده على أن يكون شخصا مسلما بحق ويضيف: أن الزوجة المتدينة تكون أكثر إخلاصا لزوجها وأسرتها من الزوجة العادية.
التدين الحقيقي
ويفجر ياسر الجاثم - الطالب بجامعة الأزهر- مفأجاة مدوية قائلا: أنه يفضل الزوجة غير الجميلة والمتدنية عن الزوجة الجميلة غير المتدنية ويؤكد أنه عند الاختيار يجب التركيز على التدين الحقيقي وليس التدين الشكلي فقط فالصدق والأمانة واحترام والدة الزوج صفات يجب أن تكون متوفرة في الزوجة الملتزمة لأن الدين المعاملة كما قال الرسول علية الصلاة والسلام.
أما الشاب السوداني حسن حامد فيرى أن الدين والمستوى الثقافي ضرورة للزوجة التي يحب الارتباط بها في المستقبل مشيرا إلى أن الاتفاق في الطباع والبيئة الاجتماعية يساعد أيضا على مواصلة الحياة الزوجية بنجاح.
وبدوره يؤكد الشاب الفلسطيني يوسف غسان أن هناك عدة شروط يجب توافرها في زوجة المستقبل في مقدمتها التدين والمستوى الأخلاقي لأسرتها والاستقرار العائلي لأن وجود أي خلل أسري يؤثر سلبا في تربية الأولاد في المستقبل، ويشدد على ضرورة التحري الشديد عن مصدر دخل والد زوجة المستقبل وعدم الهرولة وراء الفتاة الثرية بدعوى أنها ستكون سندا، فالرزق بيد الله والمهم أن يكون الاختيار نابعا من الضوابط التي حددها الرسول علية الصلاة والسلام .
التكافئ
الدكتور سمير عبد الفتاح أستاذ الاجتماع بجامعة المنيا من جهته يرى ضرورة أن يكون هناك تقارب في المستوى الاجتماعي مع زوجة المستقبل وهو ما يعرف على حد ذكره بعنصر الكفاءة الأسرية ويمضي في حديثه قائلا: أن الزوجة يجب أن تكون بالإضافة لتدنيها متوافقة اجتماعيا مع الزوج.
ويؤكد على وجود مشكلات بالجملة في العديد من الأسر العربية بسبب إقدام بعض الشباب على اختيار زوجة في مستوى أعلى أو أقل من طبقته الاجتماعية.
ويقول إن أغلب الزيجات التي يكون هناك تفاوت اجتماعي كبير بها تكون معرضة للفشل أكثر من غيرها. ويطالب بأن يكون معيار الدين والكفاءة الاجتماعية من أولويات الشباب عند الاختيار لأن التركيز على معيار دون الآخر يؤدي لمشكلات كثيرة في المستقبل، مؤكدا أنه ضد زواج جامعية بعامل تحت دعوى عدم وجود عرسان وتقدم سنها لأن الأبناء يدفعون ثمن هذه الزيجة بسبب الخلافات التي سوف تظهر لاختلاف المستوى التعليمي والثقافي.
ويقول أنه في حالة غياب التدين لدى زوجة المستقبل يكون الزوج نفسه هو الضحية لأنه قد يشكك فيها لأتفه الأسباب.
ويكشف الدكتور محمد عمر الخبير النفسي العربي أن هناك مشكلة لدى المجتمعات العربية عموما وهي التركيز على الجمال الظاهري حيث يتم غض الطرف عن التكافؤ، وقد يترتب على اختلاف مستوى جمال الزوجة بعد الحمل والولادة، أن يبحث الزوج عن نوع آخر من الجمال، أو ربما يبحث عن بديل يتفاعل معه!
ويناشد الشباب الملتزمين بأن يحسنوا الاختيار، ولا يركزوا على أحد الجوانب مع إهمال باقي الجوانب.
[